أولياء لا يعرفون أين يدرس أبناؤهم إلا في نهاية السنة
توسلات..وساطات وحتى شتائم لإنقاذ الأبناء من الرسوب
يتزامن موعد إعلان النتائج المدرسية مع ''تحرك سنوي اعتيادي'' لغالبية أولياء التلاميذ الغائبين طيلة السنة عن المؤسسات التربوية، قصد التوسل لزيادة بعض النقاط لأبنائهم. وفي هذه الفترة يسجل الأساتذة والمعلمون نوادر وأعاجيب عن أولياء يفترض أنهم يتابعون حياة أبنائهم ولو في الشق الدراسي، ويروي هؤلاء مواقف لأولياء يجهلون إعادة أبنائهم سنة دراسية كاملة، والبعض الآخر يسأل عن أي سنة يدرس أبناؤه، والأخطر أن البعض لا يعلم موقع المتوسطة أو الثانوية بحكم التوجه الخاطئ والاستفسار عن عناونيها.
مقياس ''صحة'' الدراسة الانتقال إلى القسم الأعلى وفقط
لا تجد إدارات المؤسسات التربوية وحتى الأساتذة صعوبة في تأطير المتمدرسين طيلة سنة دراسية كاملة، كالتي يواجهونها في تأطير أوليائهم الوافدين إليها نهاية السنة قصد التوسل عند هؤلاء لإنقاذ، أو لتوزيع الشتائم على المدير أو الأستاذ الذي قيم أبناءهم وتسبب في رسوبهم برأيهم. فهؤلاء الأولياء الذين لا يكلفون أنفسهم عناء التنقل إلى المؤسسة التربوية في أيام الدراسة للاستفسار عن أسباب تحصيل أبنائهم نقاطا ضعيفة خلال الفصول الأولى، يقول بعض الأساتذة، هم الذين يتعبون الإدارة والأساتذة نهاية الموسم الدراسي إما بالتوسلات أو الوساطة وإما بالشتائم، وقد تتحول في أحيان كثيرة إلى مشادات كلامية وجسدية.
والغريب، يقول بعض الأساتذة، أن الأولياء الذي يقصدون المتوسطات والثانويات وحتى الابتدائيات في مثل هذا التوقيت، يتعمدون ممارسة أنواع من الضغوط على الأساتذة إما قبل الفصل في قرارات الانتقال أو بعدها. وتتعدى أشكال هذه الضغوط من ولي تلميذ لآخر، فبعضهم يستنجد ببعض الأقارب العاملين في القطاع للوساطة، والآخر يفضل تدخل مسؤولين في المفتشية أو حتى الوزارة، وقد يتطلب الأمر تدخلات على أعلى مستوى. في هذا الشأن يقول بعض الأساتذة من مؤسسات تربوية بولاية البليدة، اشتركوا خلال السنة الدراسية الجارية في إعداد دراسة حول تراجع دور أولياء التلاميذ في الشأن التربوي خلال العقدين الماضيين، إنه علاوة على الإهمال الفظيع الذي يلقاه المتمدرسون من الأولياء من جانب المتابعة والرقابة، أصبح همّ الغالبية منهم في أواخر المواسم الدراسية مقتصرا على الانتقال ولو ''بالإنقاذ'' من سنة لأخرى أو من طور لآخر، دون محاولة معرفة مستوى هذا التلميذ أو مساءلة الأساتذة عن أسباب إخفاقاته.
أولياء تائهون...
يروي أساتذة ومعلمون وحتى مدراء مؤسسات تربوية بالعاصمة، مواقف غريبة لأولياء قصدوا المؤسسات التربوية بعد اطلاعهم على كشوفات نهاية السنة. ففي إحدى الثانويات بباب الوادي أقام ولي تلميذ نهاية الموسم الدراسي الماضي الدنيا ولم يقعدها عند إبلاغه أن ابنه لا يزال في السنة أولى ثانوي، بعد أن قصد إدارتها للتوسل لإنقاذه لانتقاله إلى النهائي، ظنا منه أن ابنه يدرس في الثانية. ورغم أن ولي التلميذ كان محرجا للغاية بسبب جهله المستوى الدراسي لابنه، إلا أنه تمادى في توجيه الشتائم لإدارة الثانوية متهما مسؤوليها بعدم إخطاره، وهو ما كذّبته سجلات الاستدعاءات والتغيبات التي ''أطلعوه عليها، وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم أن سجل هذا التلميذ يحوي 17 استدعاء وجه لأوليائه دون أن يلبى واحد منها طيلة السنة''.
الحالة تبدو أقل غرابة مما حدثنا به أساتذة بمؤسسات تربوية بتيبازة، فبعض الأولياء يخطأون كثيرا في مواقع تواجد المؤسسات التي يدرس فيها أبناؤهم، وتدفعهم ظروف ضيق الوقت في نهاية السنة الدراسية إلى القدوم إلى أي مؤسسة للتوسل أو الاحتجاج على أسباب إخفاق أبنائهم، وكثيرا ما يحرج هؤلاء عندما يكون رد الإدارة ''إن ابنتك أو ابنك لا يدرس في هذه الإكمالية''.
ويقدم بعض الأساتذة في ظل هذه الحوادث تفسيرات لجهل الأولياء لمواقع المؤسسات التربية بجهل آخر، أعمق، بأحوال دراسة أبنائهم، وعدم زيارة هذه المؤسسات في السابق إطلاقا.
أولياء بالاسم فقط...
كشفت دراسة أعدها أساتذة في الطورين المتوسط والثانوي عن تراجع كبير لدور الأولياء في الشق التربوي، أنتج ما أسموه ''تيهان '' المتمدرسين وتمردهم على المؤطرين في المؤسسات رغم تكريس الميثاق التربوي مواد قانونية تتيح لولي التلميذ مساءلة الأستاذ أو المعلم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع عن أحوال متمدرسيه، كما تمنح هذه المواد عضوية أساسية في مجالس الأقسام نهاية كل فصل دراسي، علاوة على مجالس التأديب وغيرها من الجلسات الهامة والمصيرية. وتؤكد الدراسة التي اعتمدت محاورها على استبيان شمل عينات من المتمدرسين والأولياء، أن غالبية الأولياء في الجزائر، حتى فئة المثقفين منهم، يقيسون ''صحة'' الدراسة لدى أبنائهم بعامل الانتقال من سنة دراسية لأخرى ومن طور لآخر، ولا يهم بعدها أي شيء، حتى ولو كان هذا المتمدرس ينتقل بالإنقاذ أو بالوساطة أو بغيرها.
ويتعمد الأولياء، حسب معدي الدراسة، عدم متابعة أبنائهم بعد ضمان انتقالهم إلى المستوى الأعلى بفعل الوسائط أو غيرها، بل يؤكد هؤلاء أن الأمر يتكرر كل نهاية موسم دراسي، مما يعرض الغالبية إما للطرد مباشرة عند أول تعثر في امتحان مصيري كشهادة التعليم المتوسط أو البكالوريا أو الطرد نهائيا بسبب عامل السن.
كما تعيب الدراسة على الأولياء تراجع دورهم وعدم تكليف أنفسهم عناء التنقل إلى المؤسسات لدى استدعائهم كونها المحطة الرئيسة للوقوف والاطلاع على جوانب كثيرة في الحياة الدراسية لأبنائهم.
يومية الخبر
توسلات..وساطات وحتى شتائم لإنقاذ الأبناء من الرسوب
يتزامن موعد إعلان النتائج المدرسية مع ''تحرك سنوي اعتيادي'' لغالبية أولياء التلاميذ الغائبين طيلة السنة عن المؤسسات التربوية، قصد التوسل لزيادة بعض النقاط لأبنائهم. وفي هذه الفترة يسجل الأساتذة والمعلمون نوادر وأعاجيب عن أولياء يفترض أنهم يتابعون حياة أبنائهم ولو في الشق الدراسي، ويروي هؤلاء مواقف لأولياء يجهلون إعادة أبنائهم سنة دراسية كاملة، والبعض الآخر يسأل عن أي سنة يدرس أبناؤه، والأخطر أن البعض لا يعلم موقع المتوسطة أو الثانوية بحكم التوجه الخاطئ والاستفسار عن عناونيها.
مقياس ''صحة'' الدراسة الانتقال إلى القسم الأعلى وفقط
لا تجد إدارات المؤسسات التربوية وحتى الأساتذة صعوبة في تأطير المتمدرسين طيلة سنة دراسية كاملة، كالتي يواجهونها في تأطير أوليائهم الوافدين إليها نهاية السنة قصد التوسل عند هؤلاء لإنقاذ، أو لتوزيع الشتائم على المدير أو الأستاذ الذي قيم أبناءهم وتسبب في رسوبهم برأيهم. فهؤلاء الأولياء الذين لا يكلفون أنفسهم عناء التنقل إلى المؤسسة التربوية في أيام الدراسة للاستفسار عن أسباب تحصيل أبنائهم نقاطا ضعيفة خلال الفصول الأولى، يقول بعض الأساتذة، هم الذين يتعبون الإدارة والأساتذة نهاية الموسم الدراسي إما بالتوسلات أو الوساطة وإما بالشتائم، وقد تتحول في أحيان كثيرة إلى مشادات كلامية وجسدية.
والغريب، يقول بعض الأساتذة، أن الأولياء الذي يقصدون المتوسطات والثانويات وحتى الابتدائيات في مثل هذا التوقيت، يتعمدون ممارسة أنواع من الضغوط على الأساتذة إما قبل الفصل في قرارات الانتقال أو بعدها. وتتعدى أشكال هذه الضغوط من ولي تلميذ لآخر، فبعضهم يستنجد ببعض الأقارب العاملين في القطاع للوساطة، والآخر يفضل تدخل مسؤولين في المفتشية أو حتى الوزارة، وقد يتطلب الأمر تدخلات على أعلى مستوى. في هذا الشأن يقول بعض الأساتذة من مؤسسات تربوية بولاية البليدة، اشتركوا خلال السنة الدراسية الجارية في إعداد دراسة حول تراجع دور أولياء التلاميذ في الشأن التربوي خلال العقدين الماضيين، إنه علاوة على الإهمال الفظيع الذي يلقاه المتمدرسون من الأولياء من جانب المتابعة والرقابة، أصبح همّ الغالبية منهم في أواخر المواسم الدراسية مقتصرا على الانتقال ولو ''بالإنقاذ'' من سنة لأخرى أو من طور لآخر، دون محاولة معرفة مستوى هذا التلميذ أو مساءلة الأساتذة عن أسباب إخفاقاته.
أولياء تائهون...
يروي أساتذة ومعلمون وحتى مدراء مؤسسات تربوية بالعاصمة، مواقف غريبة لأولياء قصدوا المؤسسات التربوية بعد اطلاعهم على كشوفات نهاية السنة. ففي إحدى الثانويات بباب الوادي أقام ولي تلميذ نهاية الموسم الدراسي الماضي الدنيا ولم يقعدها عند إبلاغه أن ابنه لا يزال في السنة أولى ثانوي، بعد أن قصد إدارتها للتوسل لإنقاذه لانتقاله إلى النهائي، ظنا منه أن ابنه يدرس في الثانية. ورغم أن ولي التلميذ كان محرجا للغاية بسبب جهله المستوى الدراسي لابنه، إلا أنه تمادى في توجيه الشتائم لإدارة الثانوية متهما مسؤوليها بعدم إخطاره، وهو ما كذّبته سجلات الاستدعاءات والتغيبات التي ''أطلعوه عليها، وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم أن سجل هذا التلميذ يحوي 17 استدعاء وجه لأوليائه دون أن يلبى واحد منها طيلة السنة''.
الحالة تبدو أقل غرابة مما حدثنا به أساتذة بمؤسسات تربوية بتيبازة، فبعض الأولياء يخطأون كثيرا في مواقع تواجد المؤسسات التي يدرس فيها أبناؤهم، وتدفعهم ظروف ضيق الوقت في نهاية السنة الدراسية إلى القدوم إلى أي مؤسسة للتوسل أو الاحتجاج على أسباب إخفاق أبنائهم، وكثيرا ما يحرج هؤلاء عندما يكون رد الإدارة ''إن ابنتك أو ابنك لا يدرس في هذه الإكمالية''.
ويقدم بعض الأساتذة في ظل هذه الحوادث تفسيرات لجهل الأولياء لمواقع المؤسسات التربية بجهل آخر، أعمق، بأحوال دراسة أبنائهم، وعدم زيارة هذه المؤسسات في السابق إطلاقا.
أولياء بالاسم فقط...
كشفت دراسة أعدها أساتذة في الطورين المتوسط والثانوي عن تراجع كبير لدور الأولياء في الشق التربوي، أنتج ما أسموه ''تيهان '' المتمدرسين وتمردهم على المؤطرين في المؤسسات رغم تكريس الميثاق التربوي مواد قانونية تتيح لولي التلميذ مساءلة الأستاذ أو المعلم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع عن أحوال متمدرسيه، كما تمنح هذه المواد عضوية أساسية في مجالس الأقسام نهاية كل فصل دراسي، علاوة على مجالس التأديب وغيرها من الجلسات الهامة والمصيرية. وتؤكد الدراسة التي اعتمدت محاورها على استبيان شمل عينات من المتمدرسين والأولياء، أن غالبية الأولياء في الجزائر، حتى فئة المثقفين منهم، يقيسون ''صحة'' الدراسة لدى أبنائهم بعامل الانتقال من سنة دراسية لأخرى ومن طور لآخر، ولا يهم بعدها أي شيء، حتى ولو كان هذا المتمدرس ينتقل بالإنقاذ أو بالوساطة أو بغيرها.
ويتعمد الأولياء، حسب معدي الدراسة، عدم متابعة أبنائهم بعد ضمان انتقالهم إلى المستوى الأعلى بفعل الوسائط أو غيرها، بل يؤكد هؤلاء أن الأمر يتكرر كل نهاية موسم دراسي، مما يعرض الغالبية إما للطرد مباشرة عند أول تعثر في امتحان مصيري كشهادة التعليم المتوسط أو البكالوريا أو الطرد نهائيا بسبب عامل السن.
كما تعيب الدراسة على الأولياء تراجع دورهم وعدم تكليف أنفسهم عناء التنقل إلى المؤسسات لدى استدعائهم كونها المحطة الرئيسة للوقوف والاطلاع على جوانب كثيرة في الحياة الدراسية لأبنائهم.
يومية الخبر
الخميس 8 نوفمبر 2018 - 19:50 من طرف عبدالرحمان والحاج
» مكتب محامى مصر للمحاماة والاستشارات القانونية
الأحد 23 سبتمبر 2018 - 2:55 من طرف أحمد سيد
» امك تم امك .............
الخميس 17 مايو 2018 - 9:21 من طرف عبدالرحمان والحاج
» المخطط السنوي س g2-01
الجمعة 5 أغسطس 2016 - 11:26 من طرف عبدالرحمان والحاج
» رزنامة الأستاذ 2016/2017
الخميس 4 أغسطس 2016 - 13:22 من طرف عبدالرحمان والحاج
» مقترح استعمال الزمن الثانية ابتدائي 2016/2017
السبت 30 يوليو 2016 - 22:46 من طرف عبدالرحمان والحاج
» مقترح استعمال الزمن الأولى ابتدائي 2016/2017
الإثنين 25 يوليو 2016 - 10:15 من طرف عبدالرحمان والحاج
» السلسلة الوظيفية
الأربعاء 9 أبريل 2014 - 22:39 من طرف عبدالرحمان والحاج
» الإختبار الاخير 2012ـ2013
الثلاثاء 11 مارس 2014 - 1:41 من طرف صالح عبد الشكور
» 2 قراءة فـاتورة الكهـرباء
الإثنين 10 مارس 2014 - 22:28 من طرف صالح عبد الشكور