دروس وعبر

[ دروس وعبر
كان الامام الشافعي رضي الله عنه يمتاز بميزة بين اقرانه واصفيائه وهي ميزة الحفظ فبمجرد ما يقرأ لوحته يحفظها مباشرة وكان له شيخ او معلم يسمى الشيخ وكيع وذات يوم بينما هو يحفظ لوحته مرت به امرأة فهم بالنظر اليها وأعاد عينيه مسرعا شاعرا بالذنب وواصل حفظه للوحته لكن وياللاسف مر يوم بأكمله ولم يحفظ الشافعي لوحته فأشتكى الى شيخه وكيع وسأله ما سبب عدم قدرته على الحفظ كعادته فقص له ما حدث معه فقال له شيخه وكيع بكل وقار يابني ان الله يهب العلم لمن اصطفاه من عباده وقد اصطفاك ووهبك نعمة الحفظ فحافظ عليها والا افتقدتها طوال حياتك وارشده الى تقوى الله ومخافته وترك المعاصي وما يلهي عن ذكر الله ولو كان قليلا فمن شأنه ان يغضب المولى عز وجل وبالتالي عليك بالانضباط والتصرف الحسن مما جعل الشيخ الشافعي ينظم هذا البيت الشعري ويقول: شكوت الى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نـــــــــــور ونور الله لا يهدى لعاص
فتعلم أخي المسلم ما ينفعك من علوم دينك ودنياك واياك ومصاحبة الاشرار الاشقياء فانه لا خير فيهم فعليك بمصاحبة الاخيار فان في صحبة الاخيار سعادة دينية ودنيوية وعليك بالنصيحة فلا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يحبون النصيحة
قال الشاعر: العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف
واذا النساء نشأن في أميــــــة رضع الرجال جهالة و خمــــــــــولا
ونختم هذه الكلمة التي ندعو فيها الشباب المسلم الى ضرورة العودة الى كتاب الله وسنة نبيه المصطفى وذلك بالتقوى المبنية على أسس صحيحة ومتينة فتوبوا الى بارئكم انه كان توابا رحيما .فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده فاتق الله اينما كنت واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
قــــــــــال احد الشعراء: عليك بتقوى الله ان كنت غافلا يأتيك بالارزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازق فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيا فانك لا تدري اذاجن عنك الليل هل تعيش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى امسى وأصبح ضاحكا وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فمن عاش الفا او ألفيـــــــن عامـــــا فلا بد من يوم يسير الى القبـــــــــــر
هذه بعض الدروس التي نتمنى ان نستشف منها بعض العبر التي من شأنها ان تقوم وتعدل وتهذب سلوكات الشباب اليافع داخل المجتمعات العربية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة نسأل الله التوفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق.